ألا بعدا للمنافقين / سيدي علي بلعمش

أحد, 09/07/2017 - 23:13

يعرف كل الموريتانيين اليوم، أن لا البو السخيف ولد حدمين و لا جنرال باكوتي ولد الغزواني (الممثل الحصري للدواجن في موريتانيا) و لا المانكين ولد لغويزي و لا رهين المحبسين ولد محم خيره و لا حتى المهرج ولد الطيب الذي لم يعرف في حياته و لا يريد أن يعرف سوى أن ولد عبد العزيز عبقري زمانه، لا أحد من هؤلاء يملك رأيا في دولة ولد عبد العزيز و لا قرارا و لا صلاحية .. لا أحد من بينهم يعرف متى يفصله ولد عبد العزيز أو يرسله إلى سجن بئر أم اكرين.. لا أحد من بينهم يستطيع أن يشير إلى ولد عبد العزيز إلا بما يريد أن يسمعه .. لا أحد من بينهم يستطيع أن يتنطق بعبارة “مصلحة وطنية” أمام ولد عبد العزيز(…)

يعرف كل الموريتانيين اليوم أن لا فرق بين بازيب و الاتحاد من أجل نهب الجمهورية و نقابة الصحافة و اتحاد الأدباء الموريتانيين و اللجنة الوطنية لتزوير الانتخابات : لا رأي لأي منهم و لا قرار لأي منهم و لا طموح لأي منهم ؛ كلهم جهات مأمورة ، تتلقى الأوامر و تتسابق لتنفيذها .. كلهم جهات تم انتقاء المسؤولين عنها على معايير الطاعة و التزلف .. كلهم شخصيات مائعة ، متلونة ، متمصلحة، لا تعرف الخجل ، تنازلت عن كل ما يمت إلى الشرف و الكرامة و المواطنة مقابل لقمة عيش مرة ..

نحن الآن نبحث عن مفردات في اللغة تكشف هذا الواقع المخجل.. مفردات ترفع الستار عن وجوه أهله القبيحة.. عن عبارات تعيد الحس السليم إلى الإنسان الموريتاني الشهم الذي ديست كرامته و حطمت معنوياته و شوهت سمعته ..

من حق بدر زمانه الشيخ الرضا أن يدعو أتباعه للتصويت بــ”نعم” على التعديلات الدستورية .. من حقه أن يؤله ولد عبد العزيز و يعتبره ولي أمره و حامي مصالحه و أمير مؤمنيه، لكن ليس من حقه أن يفتي بعدم حرمة خداع شعب كامل و نهب أمواله و تجويع أهله و تهميش كل من لا يسبح بحمد مدمريه.. من حق “عالم لكويسي” ازيد بيه ولد يحفظو أن يتنمق و يتعلق و يتزحلق على خشبة التملق لكن ليس من حقه أن يفتي بأن “التصويت بنعم للدستور واجب وجوب طاعة ولي الأمر” .. “طاعة لله ولرسوله وامتثالا لأوامره تعالي و استجابة لنبيه صلي الله عليه وسلم” : أنتم بمثل هذه الفتاوى المتوددة لعصابات البغي و الظلم و الفساد، تسيئون إلى الإسلام و المسلمين : لقد أهنتم الشعوب و أفسدتم الحكام و شوهتم الدين و حولتم أنفسكم إلى أضحوكة على خشبة كل مسرح و لسان كل متندر.. أنتم مصيبة هذا الزمن المنحرف : فما معنى قوله جل من قائل ” فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً ” ؟

إن موجة نفاق تجار الدين الجديدة، تنذر بميلاد جيل جديد أقل معارف و أقل تحفظا و أكثر جراءة على الله: فبماذا تبيحون تبذير العصابة لأموال اليتامى و الأرامل و الفقراء ؟ بماذا تبيحون تشييدهم للقصور في أوروبا و المغرب و دبي و نهبهم لخيرات البلد دون حسيب و لا رقيب؟ بماذا تبيحون إطلاق أبنائهم النار على المواطنين البائسين؟ بماذا تبيحون تهميشهم لكل مواطن يخالفهم في الرأي و هو ما جعلكم تستجدونهم بالفتاوى الكاذبة كي لا يتم تهميشكم مثل بقية شرفاء أبناء الوطن؟

إذا كنتم على وعي و بينة من الواقع كيف لا تعتبرون هذه العصابة الحقيرة عدوا لله و لرسوله و لعباده في هذا البلد ؟ و إذا كنتم لستم على بينة منه، فبأي حق تفتون في ما لا علم لكم به؟

ما أنتم إلا مصيبة أخرى من مصائب هذا البلد الجمة لكن ما يجعلكم أسوأ من الجميع هو ما كنا نستعيذ منه، مرددين خلف أسلافنا “اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا” من دون أن ندرك فداحة ما تعنيه العبارة.

لقد أفسدتم الحكام يا علماء موريتانيا و حولتم عصابات الإجرام إلى ولاة أمر تعيشون على التفنن في تسويق وجوب طاعتهم: أنتم مصيبة الإسلام.. تعيشون على استباحة شعب كامل لم تراعوا في حقه إلا و لا ذمة من أجل حفنة دراهم، لا بارك الله لكم فيها.

إن ما تعيشه موريتانيا اليوم من نفاق و تملق و انحطاط و جراءة الناس على ممارسته أمام الجميع بلا خجل ، أمر فظيع وصل مستوى الظاهرة الكونية و سيظل الأسوأ و الأخطر من الجميع هو نفاق العلماء ، إذا كان يجوز نعت من يجهل وعود الله و قدرته إلى هذا الحد بالعالم بل أقول إذا كان يجوزه نعته بغير الجاهل.

ـ تذكرنا مهرجانات ولد محم خيره و استقبالات بيادق نفاق الاتحاد من نهب الجمهورية له، بمهرجانات ابريكه ولد امبارك في السبعينات وتدافع رؤساء المئات والعشرات من هياكل تهذيب الجماهير لاستقباله.. و يذكرنا بها بصفة خاصة في مهرجان روصو الذي حضرته وجوه لا تعرف الخجل من متملقي العهدين المريرين ، لن يكون من اللائق ذكرهم بالأسماء في حضرة المناضل الشهم ولد أحمدوا..

بتنطط ابريك ولد امبارك و سخافة الهياكل، قال ولد محم خيره أمس السبت، في مهرجان روصو “على المنتدى و المعارضة الاعتذار للشعب الموريتاني عن وصفه بأوصاف لا تليق مثل المطبلين “الصفاك” : إذا كنت تعتبر “التصفاك”  “التصفاك” معرة يجب الاعتذار للشعب عنها، فلماذا اخترت أن تحوله إلى مهنة و وظيفة تعيش عليها و تتفنن علنا في الترويج لها؟ إذا كنت تستحي أن تطلب منا أن نعتذر لك عن وصفك بالصفاك المتملق، كيف تطلب من الشعب الموريتاني أن يطالب المعارضة بالاعتذار له عن ذلك و تنسى نفسك؟ تفنن في إتقان وظيفتك أيها الحقير : أتحداك أن تقول في كل بقية حياتك كلمة مجد واحدة لا يتمثل عكسها فيك بالأدلة القاطعة، أو كلمة حق لا نملك من البراهين المسجلة و الموثقة ، أنك لا يمكن أن تريد بها غير باطل. لم أر في حياتي ثنائي يتكامل بذاته في السوء و الانحطاط و النذالة و السوقية إلى هذا الحد مثل تفاعلك كيميائيا مع توأمك السيامي الحقير مثلك ولد حدمين.

ـ ستصل نسبة المشاركة في هذا الاستفتاء (السخرية)، إلى 80% و نسبة المصوتين بـ”نعم” للتغييرات الدستورية إلى 76% ؛ مثل هذه النتائج المضخمة و المبررة لاختيار “اللجنة الوطنية لتزوير الانتخابات” من أراذل قدماء الإداريين و بيادق ظل وزارة الداخلية، هو ما يحتاجونه لتبرير المرحلة الثانية من التغييرات الدستورية ، الهادفة إلى الانقلاب على المواد المحصنة و المانعة لترشح ولد عبد العزيز لمأمورية ثالثة.

ـ يجهل ولد محم خيره و ولد حدمين أنهما بتشجيع ولد عبد العزيز على هذه المغامرة الخطيرة يحكمان عليه و على نفسيهما بالسحل في الشوارع من قبل الشعب الموريتاني مع جميع رموز عصابتهم الجبانة..

ـ على من ينسون “خلق الإنسان هلوعا” ، أن يتذكروا أن الأشياء لا تنتهي إلا بنهاياتها ..!

ـ كل شيء في موريتانيا اليوم معارض على طريقته و متمرد على طريقته و منتقم على طريقته و أكثرهم معارضة و تمردا و انتقاما من يشجعون ولد عبد العزيز على مواصلة احتقاره للشعب و فرض غبائه و هلوسة منافقيه ، ليس على الشعب الموريتاني وحده و إنما على العالم أجمع: كل ما يفكر فيه ولد عبد العزيز اليوم و أقزام عصابته يمثل تحديا لإرادة العالم و ازدراء بها و سباحة عكس كل تيارات المنطق و الممكن و حتما لن يكون له من ضحايا غير الذاهبين في ركبه، المحاصرين بجرائمهم المحلية و الدولية ، ما علم منها و ما خفى ..

ـ لقد كررت دائما أنه ليس أمام ولد عبد العزيز خيار ثالث: إما أن يذهب ولد عبد العزيز إلى السجن بما ارتكبه من جرائم في حق هذا الوطن و إما أن يواجه ما لا قبله له بمواجهته ليموت على طريقة القذافي بالضبط و إن كان الأخير أشجع منه . و يبدو الآن أن جناح الضالعين في جرائمه انتصروا على جناح الداعين لانتقال سلمي للسلطة، يتحمل فيه كل من تجاوز حدود طغيانه ، مسؤولية تصرفه: لماذا مثلا يحرق مكتب موظف عادي في وزارة الداخلية أو مكتب حاكم عدل بكرو، لأن ولد عبد العزيز اختلس بلوكات و مدرسة الشرطة و المطار القديم و نصف الملعب الاولمبي و المطار القديم و مدارس نواكشوط العتيقة و ثلث الأراضي الزراعية في شمامه (…)؟

ـ لقد اختار جناح ولد محم خيره و ولد حدمين جر موريتانيا إلى ساحة خراب ، لن ينتصروا فيها على شعب يحتقرهم و يعرف جبنهم ، انتظر طويلا انسداد الطريق في وجوههم.

دعوا ولد عبد العزيز يتمادى في أخطاء جنونه .. دعوا ولد محم خيره و ولد حدمين و ولد الطيب يزينون له نهاية حتفه ليستفيدوا من حملات أحلام يقظته .. دعوا تجار الدين يفتون له بأنه عمر بن الخطاب ليضحكوا عليه و يضحك الناس عليهم : ليس في كل هذا أي جديد: ما زال كل هذا يذكرنا بأننا في موريتانيا الأعماق.