بورتري محمد ولد بوعماتو/فرانسوا دلابار

أربعاء, 13/12/2017 - 13:52

أرادت الصدفة يكون اللقاء لحظة  تنازل  أسن رئيس إفريقي، روبيرت موغابي عن السلطة. وهو خبر سار بالنسبة "للمحسن" المؤيد للثورات. كانت الموسيقى التقليدية تلف جدران قصره  ببروكسيل.

 

بعد انسحابه من عالم الأعمال ،أصبح محمد ولد بوعماتو يكرس نفسه لجمعياته الخيرية. على نمط الملياردير بيل غيتس ومو إبراهيم المعجب بهما، يستثمر في دعم التعليم والحكم الرشيد.

 

يقول إنه "حينما تستجيب منظمة غير حكومية لقناعاته يدعمها"، وعلى نفس ذات المنوال يدعم الأحزاب المعارضة، والمنبهين، وقادة الرأي، والمواقع الإلكترونية.

 

اقترح مؤخرا على منظمتي "هيومن رايتس ووتش" و"شاربا" التعاون مع منظمتي الشفافية والعفو الدوليتين، من أجل القيام بجولة في غرب إفريقيا ليشرحوا هناك "ا للرؤساء، والسيدات الأول، والوزراء بأن الدولة ليست ملكا لهم".

 

استفزازي، ويرد على من يتهمونه بالتدخل "بأنها الحجة المفضلة لدى الديكتاتوريين". يبتسم حينما نقارنه بالملياردير "المحسن" جورج سوروس، الذي يدعم المعارضين من كل الاتجاهات عبر العالم، ويرد "أريد أن أكون  سوروس الإفريقي".

 

ولد محمد ولد بوعماتو عام 1953، وكبر في أحضان أسرة تضم 10 أبناء. مارس والده التجارة، حيث كان يذهب إلى مراكش، ويعود منها، وراء مقود شاحنة من نوع T46.

 

يتميز الشاب في الحساب - والحساب الذهني خاصة، و يتمتع بذاكرة مذهلة في حفظ الأرقام والتواريخ.

 

في 26 يوليو عام 1973 حمل المرض والده إلى مثواه الأخير، وبقيت والدته وحيدة، فخرج متسلحا بكشف درجاته.

 

دق محمد باب الشركات على شارع جمال عبد الناصر، حيث وجد السيد "فاضل"، وعمل لديه كمتدرب في مجال المحاسبة، وكان ذلك في شهر أكتوبر.

 

ولج ميدان الأعمال وحيدا في سن 23، ففتح مخابز واشترى سيارات أجرة، وبعد 6 سنوات باع كل ما يملك: منزلا، وسيارة من نوع "ميرسيديس 230"، ومخابز، وسيارات أجرة، من أجل تشييد مصنع للحلوى، وقد رأى النور شهر دجمبر عام 1984.

 

وعلى متن سيارة "ابيك آب 404"بيجو  كان ينقل عماله، وفي طريقه بالقرب من الميناء، كان يشاهد الناس يتقاتلون في سبيل الحصول على الماء فـ"أنشأت لهم حنفية أمام المصنع" يقول، وقد اعطتنب هذه التجربة مذاق طعم الإحسان.

 

من "مكعبات جيمبو"، السجائر، مرورا بالصيد، والاتصالات، والنقل الجوي، طاف بكل ذلك، ونجح فيه.

 

يشارك في العديد من صناديق الاستثمار، وصاحب ثروة هائلة، وحينما سألناه عن وزنه أجاب "92 كغ"، وأضاف مبتلعا بعض التمر "لقد طلب مني طبيبي بأن أنقص الوزن إلى 80، لكنني جشع جدا".

 

من يستمع لقصة نجاحه، يحس بمرارة لا يزال يحتفظ بها،حيث يعيش بالمنفى منذ عام 2010 رفقة أسرة مختطلة، ومشتة.

 

يقول إنه أجبر على تغيير المهنة، ويأسف على "تراجع موريتانيا إلى الوراء"، ويضيف قائلا "بلدي نهب، وديمقراطيته تراجعت، وتحولت العدالة فيه إلى إدارة للسجون".

 

يحلم بـ"الدول الاسكندنافية، حيث وزراء الدراجات الهوائية، الذين يستقيلون حينما يشترون لوحة شوكولاته من بطاقات ائتمان تابعة للوزارة".

 

كما يحلم بإنهاء الاستعمار، حيث يرى أنه "بعد نصف قرن على الاستقلال، لا نزال مستعمرين من طرف بعضنا، الذي ينهب ثرواتنا".

 

وفي الوقت الذي يفضل فيه أصحاب القرار ورجال الأعمال الأنظمة القوية، فإنه يصمم على مبدأ أن: "إفريقيا لن تتقدم ما دام رجال الأعمال يفرضون على الانحناء للسلطة ومحيطها".

 

ترجمة الإخباري