السفير عمران : علاقاتنا بموريتانيا قوية وايران تثمن دور موريتانيا البارز في نشر الاسلام

ثلاثاء, 12/02/2019 - 20:42

نظمت سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية الشقيقة حفل استقبال الليلة البارحة وذالك بمناسبة الذكرى الاربعين على قيام الثورة الاسلامية في ايران .
وبهذه المناسبة القى سعادة السفير الايراني الدكتور محمد عمران كلمة
قيمة ثمن من خلالها العلاقات الموريتانية الايرانية مؤكدا انهاضاربة في اعماق التاريخ تغذيها وشائج التاريخ الإسلامي والمصير المشترك وستشهد هذه العلاقات المزيد من التعاون والازدهار في المستقبل معددا المجالات التي ستعزز العمل بين الحكومتين والشعبين الشقيقين.
وهذا نص الخطاب

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على النبي وعلى آله وصحبه الکرام

السادة أصحاب المعالي الوزراء
السادة أصحاب السعادة السفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية
أصحاب الفضيلة المشايخ والعلماء
السادة قادة الأحزاب والمنتخبون
أيها الأخوة والأخوات
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يقول جل من قائل في
سوره احقاف :( حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.)(صدق الله االعظيم)
يسعدني ان أرحب بكم في هذا اليوم المبارك الذي يحتفل فيه الشعب الإيراني بالذكرى الاربعين للثورة الإسلامية في إيران بقیاده الامام الخمینی الذي قدم نموذجا من العزة و الشرف و رفض الذل و الرکوع ... لاحرار العالم
من الیقین ان انتصار هذه الثورة الاسلامية العظیمه كانت حدثاً مباركاً و عظيماً وکانت نتاجا لحضارة و اصالة الشعب الایرانی و تمسکه بالعقیده الاسلامیه و التوکل علی الله سبحانه و تعالی و التزامه بالمبادئ الاساسیه للثورة التی رسمها( وبینها ) الامام الخمینی ( رحمه الله).
أيها السادة والسيدات
من اهم الانجازات و المحاور الاصلیة التي حققتها الثوره الاسلامیه فتح المجال (فتح الباب) لمشارکه جمیع اطیاف الشعب الایرانی صغیرا و کبیرا رجالا و نسائا في رسم مستقبلهم و تقرير مصیرهم و لعب الدور السیاسی و الاجتماعی من خلال المشاركة الواسعة فی جميع المناسبات بما في ذلك الادلاء باصواتهم فی صنادیق الاقتراع و قد تم حتى الان اجراء اكثر من 40 عملية استفتاء و انتخابات رئاسية ومجالس محلية.
و على الصعيد الدبلوماسی الخارجی ، فحقیقه السیاسة الخارجیه للجمهوریة الاسلامیة الایرانیه بنیت علی استقلالية القرار السياسي بعيدا عن التكتلات والاصطفافات و التحالفات مع الغرب او الشرق علی حساب الدول المستقله و الاسلامیه خاصة و في هذا المجال تلتزم الجمهورية الاسلامية الايرانية بتقديم الدعم الفعال للقضایا الاسلامیه و على راسها القضیه الفلسطینیه و الشعب الفلسطيني و تدعم حقه في استرجاع ارضه المغصوبة من طرف العدو الاسرائيلي و قد كان ذلك منذ بداية الثورة الاسلامية حيث تم قطع العلاقات و طرد الصهاينة من الجمهورية الاسلامية الايرانية . وتحویل سفارتهم الى سفارة فلسطين الحبیبه.
اقامه علاقات دبلوماسية مع معظم دول العالم و فی مقدمتها الدول الاسلامیه حيث کانت من اولویات السیاسة الخارجیه الایرانیه المساهمه الفعاله في تخفيف التوتر و الاسهام في حلحلة الازمات الاقليمية والدولية عن طریق المنظمات والمؤتمرات الدولية والاقليمية
السادة الحضور الكرام
على الصعيد الدفاعي والامني :
بعد مضی التجربة المرة للحرب العراقیه الایرانیه التی دامت اکثر من ثمانیة اعوام و راح ضحیتها من الشعبین المسلیمن الشقیقن اکثر من میلیون شهید و جریح حققت الجمهورية الاسلامية الايرانية الاكتفاء الذاتي في تصنيع المعدات العسكرية والدفاعية في شتى الصنوف، ففی سنه 2009 لاول مره صنعت المدمره البحریه العملاقه و ایضا فی سنه 2006 لاول مره صنعت الغواصات البحریه اضافة الى تصنيع مختلف الاسلحة البرية والجوية والبحرية مثل الدبابات والمدافع والطائرات المقاتلة والمسيرة والبوارج والزوارق الحربية، وکذلک الحرب الکترونیه بامكانيات ذاتية. ففی سنه 2015 استطاعت ایران الدخول لنادی القوی الصاروخية البالیستیه الخمسه بصناعة الصاروخ العماد بمدی 2500 کیلومتر
و علي صعيد الاقتصادي والعمراني
و بنائا علی قوله تعالی «عسی ان تکرهوا شیئا و هو خیرلکم» فبعد مضایقه الحصارالغاشم ، تشهد الجمهورية الاسلامية الايرانية الیوم نهضة صناعية وعمرانية غیر معتاده حيث تم انشاء عشرات المدن الصناعية في جميع محافظات البلاد، اضافة الى انشاء عشرات السدود، وزيادة المنتوج الزراعي حيث حققت الاكتفاء الذاتي في العديد من المحاصيل الزراعية.
وعلى صعيد الخدمات
تمكنت الجمهورية الاسلامية الايرانية من تحقيق الاكتفاء الذاتي في الطاقة الكهربائية حيث يتم تصدير الفائض منه الى دول الجوار وتم ايصال الكهرباء الى جميع القرى في البلاد، كما تم ايصال انابيب المياه الصحية الى معظم القرى، وتم انشاء شبكات الغاز المنزلي في اغلب المحافظات.
كما تم تشيد اكثر من 319 مطار داخلي و دولي و 53 میناء تجاری و تعبيد 150 الف کیلومتر من الطرقات و15الف کیلومترسكك حدیدیه كما تمتلک ايران اصطول طاىرات من اقوی الخطوط الجوية فی المنطقة و تربط مدن البلاد مع بعضها البعض وكذلك مع دول العالم .
و علي صعيد العلمي والطبي
حفز انتصار الثورة الاسلامية، الباحثين الايرانيين على تحقيق الابداعات والاختراعات في مختلف المجالات العلمية والطبية، حيث تمكنت من الدخول فی النادی و امتلاك الطاقة النووية السلمية ، كما استطاعت ايران التقدم فی العلوم الجینیه و اصبحت من مجموعة الدول الثلاثه الحاصلة علی تکنولوجیتها و فی اطار العلوم المتطوره الحساسه او ما يعرف (بتقنيات النانو) اصبح ایران من ضمن الدول السته المتقدمة کذلک فی العلوم و ابحاث الفضاء تمكنت ایران من ارسال مركبات فضائية واقمار صناعية للاتصالات والبحث العلمي الی الفضاء .
و مجال التعليم العالي و الجامعی ، تم انشاء عشرات الجامعات في مختلف المدن حيث زاد عدد الطلاب الجامعيين على اربعة ملايين طالب، وباتت وتيرة التقدم العلمي في ايران اكثر من المعدل العالمي، وحققت الجمهورية الاسلامية تطورا في زراعة الخلايا الجذعية اضافة الى اجراء عمليات زرع الاعضاء مثل القلب والكلية والكبدحیث یصل معدل زراعه الاعضا بعشرات الالاف فی کل السنه .

أيها الحضور الكرام:
يلتقي الشعبین الإيراني والموريتاني بروابط وعلاقات ضاربة في أعماق التاريخ تجسدها القواسم الدينية الثقافية والحضارية المشتركة بين البلدين فضلا عن المصالح المتبادلة بينهما. وهي العلاقات التي تعززت وتطورت بثبات بفضل الإرادة السياسية لبلدبن برئاسة فخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني و فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز لتعكس العمق التاريخي وتحقق التعاون المشترک بين البلدين الشقيقين.
ولي الشرف هنا ان اعبر عن تقديري العميق للشعب الموريتاني الأصيل ولمواقفه الدينية والإنسانية وقيمه الحضارية الثابتة والتي تدل بلاشك على قيم التحضر وكرم الضيافة.. ولا غرابة في الأمر فتاريخ هذا البلد والدور الريادي لعلمائه الافاضل وأعلامه الأجلاء في نشر الإسلام في ربوع القارة السمراء وفي العالم، يظهر حجم الرسالة التي تحملها أجدادهم الذين اغنوا المكتبات العربية والإسلامية بكتب ومخطوطات لاتزال تشكل مصدر إعجاب الباحثين والمختصين..

أيها السادة و السيدات
يسرني بوصفي سفيرا للجمهورية الإسلامية الإيرانية في موريتانيا ان اعبر عن ارتياحي الكبير لمستوى الممتاز للعلاقات الثنائیه و التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين و أجدد حرصي على متابعة الاتفاقيات والبروتكولات في مجال التعاون المشترك بين البلدين شقيقتين ، كما أجدد من هذا المنبر استعداد الجمهورية الإسلامية الايرانية لتعزيز التعاون مع الجمهورية الاسلامية الموريتانية الشقيقة في شتى المجالات السياسية و الاقتصادية ، كما اعبر عن رغبتنا الملحة في الدفع بالتعاون في مجال التعليم المهني والتقني والطبي ومضاعفة العمل في كل المجالات التي تحقق التكامل الإيراني- الموريتاني بل ووضع كافة الإمكانيات المتاحة في هذا الصدد تحت تصرف الأشقاء الموريتانيين للارتقاء بهذه العلاقة إلى أفضل المستويات وارقاها.
ويسرني ان اتقدم باحر التهانئ واطيب التبريكات الى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز على ما حققه للبلاد في ظل قيادته الرشيدة من انجازات اقتصادية ومرفقية هامة ومن حضور دولي واقليمي بارز، وهي القفزات الجبارة التي حققتها الجمهورية الاسلامية الموريتانية الشقيفة في ظرف دولي واقليمي بالغ الصعوبة والتعقيد..
مرة أخرى أجدد لكم الشكر الجزيل على تشريفكم لنا بقبول الدعوة.
واختم بقوله تعالى:
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
صدق الله العلی العظیم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته