عودة اللؤم و الشؤم / سيدي علي بلعمش

أحد, 17/11/2019 - 14:18

لن نعلق على عودة ولد عبد العزيز بسوى ما تستحق منا : لا أهلا و لا مرحبا باللئيم الحقير و لعنة الله على المنافقين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مهما كانت الاتهامات التي يكيلها الجميع لشعبنا من خيانة و جبن و تمصلح و ارتزاق ، لا أحد يمكن أن ينكر أنه شعب خارق الذكاء و العبقرية..

لكن ما يجهله الكثيرون هو أن الذكاء و الخارق منه على وجه الخصوص، تلازمه حتما حالة اضطراب، تنعكس في الغالب على صاحبها ، إذا لم يجد مجالا لاستيعاب ذكائه (قانون انعكاس القوة على الأرض/ الفيزياء) ..

لقد عملت كل الأحكام الخائنة التي تعاقبت على بلدنا ، على سد كل آفاق الإبداع فحولت حالة ذكاء شعبنا الخارقة إلى موجة ارتدادية قوية لتدمير ذاته..

 و حين لا يجد الذكاء مداه، يتحول في الغالب إلى حالة جنونية ، تطوف صاحبها من حين لآخر (في ردات فعله أكثر الأحيان) ، تجعله غريبا أمامك حتى لو كنت تحتك به منذ طفولته..

ـ كان إنشاء العملة و تأميم "ميفيرما" ثورة مكتملة العناصر و بلا مقدمات، على فرنسا (ما زالت الدول الإفريقية حتى الآن عاجزة عن استيعاب جراءتها و ما زالت فرنسا حائرة من نجاح عملية استبدال مهندسيها ببداة مجانين لا تدري من أين يأتون؟؟) : لا يمكن تفسير هذه الحالة، لمن يفهمون مكانة فرنك (cfa) عند فرنسا و صعوبة تولي تسيير ميفيرما في ذلك الوقت، إلا بجنون المرحوم المختار ولد داداه، لا سيما أن كل جيله من القادة الأفارقة في المنطقة كانوا حكاما فرنسيين أكثر من رؤساء لبلدانهم و لم يكن ولد داداه من أكثرهم حدة مع فرنسا و لا من أكثرهم أسبابا و لا أكثرهم قدرة على  تحديها (...!)   

ـ  بفرقة صغيرة من البداة على ظهور الجمال في زي مدني (بقيادة الضابط محمد ولد لكجل) خلطت موريتانيا (المنسية) كل أوراق إسبانيا و أربكت مشروعها في الصحراء لتتخلص الأخيرة من مستعمرتها بموقف انتقامي (توزيعها)، تماما كما أرادت و خططت موريتانيا بالضبط (... !)

ـ أصدر ولد هيدالة أمرا بدفع نصف ثمن أي باخرة يتم ضبطها في المياه الموريتانية من دون ترخيص ، و إذا لم تدفع هذا المبلغ خلال 24 ساعة ، يتم رفع العلم الموريتاني عليها. أي جنون هذا لو كنتم تعرون بواخر من و من سيصادر ملكيتها؟؟ (...!) 

ـ كانت فرنسا و المغرب و كل الدول الإفريقية تقف بتحمس مع السنغال و كان الجميع يعتبر أن حربها مع موريتانيا لن تتطلب أكثر من أسبوع ، يتم فيه اجتياح كل الأراضي الموريتانية و تقسيمها إلى دولة للزنوج في الضفة و أخرى للبيظان في "الصحراء" (مشروع سينغور) : وقع ولد الطائع الحرب و بعد شهر من التشاور مع الحلفاء و المحرضين و المحركين ، انسحب عبدو جيوف يرتعد من المشروع ، ليبرر هزيمته ـ في ما بعد ـ بكتاب من الأكاذيب (...!)

ـ أوقف الأمن الفرنسي النقيب أعلي، على خلفية ملف حقوقي (فرنسا المجرمة تتكلم عن الحرية و حقوق الإنسان؟)، فاستدعى معاوية السفير الفرنسي في نواكشوط و أبلغه بتهديد صريح للنظام الفرنسي (...) . و بعد ساعات كان النقيب اعلي في تونس في طريق عودته إلى نواكشوط و قام بطرد كل القوة الفرنسية في قيادة الأركان (البعثة الفنية) و فرض التأشيرة على الفرنسيين و سلسلة من إجراءات التضييق وصلت حدود قطع العلاقات (...) . و كانت فرنسا هي من اختارت ولد الطائع (بعد استشارة المختار ولد داداه) و أرسلت الجنرال لاكاز للإشراف على انقلابه و قامت بكل الضغوط لحضور ولد هيدالة لقمة بوجنبورا (للتذكير فقط)..

العوامل  المشتركة في كل هذه الحالات رغم اختلاف طبائع و ثقافة و ظروف أصحابها، هي عبقرية جنون و عناد البدوي و قدرته الخارقة على اقتحام كل شيء و أي شيء في لحظة التحدي.

اليوم تتحدانا عصابة ولد عبد العزيز بعد أن دمرت بلدنا و أذلت أهله و ضيعت مستقبل أجياله الصاعدة و جعلته رهينة لدوائر الاستعباد العالمية: لا حاجة لنا اليوم في التذكير بما ارتكبه ولد عبد العزيز من جرائم في بلدنا و لا قدرة لنا على إحصائه ...

اليوم يعود المجرم ولد عبد العزيز  إلى بلدنا المدمر كأنها "امراغت عر" يعود إليها متى ما شاء يحك جلده بعد إشباع غرائزه الدنيئة ...

و اليوم .. اليوم ، علينا أن نوجه لولد الغزواني أسئلة واضحة و لآخر مرة :

ـ هل الإسلام الذي تدعي الانتماء إليه، يعطي للشعب الموريتاني الحق في محاكمة من نهب خيراته و دمر بلده و أذل أهله؟

ـ هل الديمقراطية التي تدين بها ، تعطي الشعب الموريتاني الحق في محاكمة من نهب خيراته و دمر بلده و أذل أهله؟

ـ هل الدستور الذي أقسمت بحفظه و الدفاع عنه ، يعطي الشعب الموريتاني الحق في محاكمة من نهب خيراته و دمر بلده و أذل أهله؟ 

ـ هل "صداقتك الوفية" مع ولد عبد العزيز حصانة قانونية ، تحميه من المساءلة القضائية؟

ـ هل لديك علم بما ارتكبه هذا المجرم في حق أرضنا و شعبنا أم أننا نخاطب صخرة صماء؟

ـ هل تعرف أن حمايتك للمجرم ولد عبد العزيز، ستحولك إلى أسوأ منه؟ 

ـ هل تتصور ـ مهما فعلت ـ أنك تستطيع أن تحمي المجرم ولد عبد العزيز من شعب كامل، لم يعد يريد على وجه الأرض غير الانتقام لكرامته و سمعة بلده؟

ـ هل أنت حكم بين الشعب الموريتاني و من دمروا بلده أو طرف يعلن عداءه للشعب؟

 

لأننا شعب مسلم ، كنا نحتاج أن نطرح مثل هذه الأسئلة  قبل أن نتخذ موقفا منك..

لأنك رجل مسلم كنا نحتاج أن نذكرك و نحذرك قبل أن نحكم عليك ..

و لأن الخائن لا يحب الأسئلة عادة، سيكفينا أن لا تجيب...