قائمة ضحايا الهجوم الإلكتروني تتوسع وتتجاوز حدود الولايات المتحدة

سبت, 19/12/2020 - 18:28

لندن/ واشنطن: أظهر تحليل لسجلات للإنترنت أن متسللين يشتبه بأنهم من روسيا اخترقوا أنظمة شركة أمريكية لتقديم خدمات الإنترنت وحكومة محلية في ولاية أريزونا في إطار حملة تجسس إلكتروني واسعة النطاق جرى الكشف عنها هذا الأسبوع.

 

وكانت عملية الاختراق التي تسللت إلى برمجيات إدارة شبكة عامة طورتها شركة (سولار-ويندز كورب) تستهدف الوصول إلى مجموعة من الوكالات الحكومية الأمريكية. وكانت رويترز أول من نشر خبرا عن الأمر.

 

وتلك العملية واحدة من أكبر عمليات الاختراق الإلكتروني على الإطلاق التي كُشف النقاب عنها ودفعت الفرق الأمنية حول العالم للمسارعة لاحتواء الأضرار الناجمة عنها.

 

وتظهر السجلات أن وزارات الدفاع والخارجية والداخلية كانت من بين أهداف عملية الاختراق بين مؤسسات ومنظمات أخرى في الولايات المتحدة.

 

ولم يتضح إن كانت عملية الاختراق قد نجحت بالفعل في الحصول على أي معلومات حساسة.

 

وأفادت شركة “مايكروسوفت”، الخميس، أنها أعلمت أكثر من 40 زبونا تضرروا من البرنامج الذي استعمله القراصنة والذي قد يتيح لهم النفاذ إلى شبكات الضحايا.

 

وقال رئيس الشركة براد سميث على مدونتها إن “نحو 80 بالمئة من هؤلاء الزبائن يوجدون في الولايات المتحدة، لكننا تمكنا أيضا في هذه المرحلة من تحديد ضحايا في عدة دول أخرى”.

 

والدول المعنية هي كندا والمكسيك وبلجيكا وإسبانيا والمملكة المتحدة وإسرائيل والإمارات.

 

وأضاف سميث أن “عدد الضحايا في الدول المتضررة سيواصل الارتفاع، هذا مؤكد”، وهو أمر “يخلق هشاشة تكنولوجية خطيرة في الولايات المتحدة والعالم”. واعتبر أن الهجوم “ليس تجسسا عاديا، حتى في العصر الرقمي”.

 

وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي ماركو روبيو لتلفزيون “فوكس نيوز”، الجمعة، إنه “هجوم كبير وأرجح أنه ما زال متواصلا”.

 

وعلى غرار ما صرحت الحكومة قبل يوم، أشار رويبو إلى أنه يمثل “تهديدا خطيرا على (أجهزة) الدولة الفدرالية والمجتمعات المحلية والبنى التحتية الحيوية للقطاع الخاص”.

 

ولم تكتشف الحكومة الأمريكية الهجوم إلاّ الأسبوع الماضي رغم انطلاقه في آذار/مارس أو في تاريخ أبعد، كما لم تحدد من يقف خلفه.

 

“عمل حربي”

قدّر السيناتور ماركو روبيو أن دولة أجنبية مسؤولة عن هذا العمل “المتأني” و”المعقد” و”الممول جيدا”، لكنه لم يمض قدما في توجيه أصابع الاتهام.

 

وقال “عندما تشير إلى أحد ما، عليك أن تكون متأكدا” لأن الهجوم “يوازي عملاً حربياً”.

 

لكن تتجه شكوك خبراء الأمن الإلكتروني نحو موسكو التي نفت بشدة تورطها في الهجوم.

 

وقال الخبير في “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” جايمس أندرو لويس إنه “يوجد عدد قليل من الدول التي لديها الخبرة والموارد الكافية لشن هجوم مماثل، وبينها روسيا”.

 

وألمح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، منذ الإثنين، إلى احتمال تورط فاعلين روس، مشيرا إلى محاولاتهم المستمرة لـ”اختراق شبكات” وزارات وشركات أمريكية.

 

من جهته، اعتبر السيناتور الجمهوري ميت رومني، الخميس، أن الهجوم مماثل لـ”تحليق قاذفات روسية فوق بلدنا بأكمله بشكل متكرر دون أن تُرصد”. ودان “صمت البيت الأبيض وتقاعسه غير المبررين”.

 

ووعد الرئيس المنتخب جو بايدن بجعل “الرد على هذا الهجوم السيبراني أولوية” بمجرد توليه المنصب في 20 كانون الثاني/يناير.

 

وقال الخبير في مجموعة “دينيم غروب” الأمنية جون ديكسون لوكالة فرانس برس إن عدة شركات خاصة يحتمل أن تكون عرضة للهجوم، تقوم بكل ما في وسعها لتعزيز حمايتها إلى درجة أنها تفكر في إعادة بناء خوادمها الإلكترونية.

 

وأضاف أن الهجوم “كبير إلى درجة أن الجميع يقيّم الأضرار حاليا”، معتبرا أنه وجه “ضربة قوية إلى الثقة في الدولة والبنى التحتية الحساسة”.

 

ونجح القراصنة في اختراق برنامج “أونيون” الذي تنتجه شركة “سولار ويندز” والمستعمل في إدارة الشبكات المعلوماتية للشركات الكبرى والإدارات.

 

ودعت وكالة الأمن القومي التي تشرف على الاستخبارات العسكرية الأمريكية إلى اليقظة لمنع نفاذ القراصنة لأنظمة مهمة تابعة للجيش أو الدولة.

 

وينبه خبراء إلى التهديد الذي يحمله هذا الهجوم على الأمن القومي، ليس فقط في حال السيطرة على بنى تحتية حساسة، ولكن أيضا في حال النفاذ إلى إدارة شبكات توزيع الكهرباء أو خدمات عامة أخرى.

 

ووفق ما هو معروف حتى الآن، نجح القراصنة في اختراق الرسائل الإلكترونية الداخلية لوزارة الخزينة ووزارة التجارة الأمريكية، ويحتمل أنهم نفذوا إلى وزارة الطاقة التي تدير الترسانة النووية.

 

(وكالات)