موريتانيا: كورونا يحول رابع نسخ مهرجان “آردين” التقليدي إلى الافتراضي

اثنين, 28/12/2020 - 16:45

نواكشوط- “القدس العربي”:

اضطرت إدارة مهرجان “آردين” وهو موسم موسيقي سنوي تقيمه فنانات موريتانيا كل عام تمتعا بمعزوفات وأغاني آلة “آردين” الموسيقية التقليدية، لنقل وقائع رابع نسخ المهرجان عبر قناة شنقيط وعبر وسائط التواصل، وذلك بسبب ما تفرضه موجة الكوفيد 19، من منع للتجمع.

واعتذرت إدارة المهرجان في بيان توصلت “القدس العربي” بنسخة منه الإثنين، عن هذا الإرباك الذي حدث والذي سيحرم الجمهور الموريتاني المتلهف لمتابعة المهرجان بصورة مباشرة، مؤكدة حرصها “على الوفاء بوعدها لكل الجماهير، وحرصها أكثر على أن تلبي نداء عشاق هذه الآلة الموسيقية العريقة، الداعي لأن تبقى ناصعة وأن تنال ما تستحق من الرعاية والعناية”.

“اليوم، يضيف البيان، ونحن على ما نحن عليه من مواجهة لجائحة كوفيد، نلفت عناية كل جماهيرنا إلى أن النسخة الرابعة من مهرجان آردين ستكون في موعدها، وستكون متميزة كسابقاتها، وحرصا على سلامة الجميع، والتقيد بالإجراءات الاحترازية الوقائية من جائحة كورونا، غير أنها ستكون نسخة افتراضية، ولكن ستصل كل بيت موريتاني في الداخل والخارج”.

“ونحن جد حريصين، يضيف المنظمون، على أن تكون سهرات المهرجان فسحة للترويح عن كافة المواطنين والمتابعين، وأن تخفف من أعباء الظرفية الخاصة الحالية التي تمتاز بالصعوبة”.

وزاد البيان: “سيكون ولأول مرة بمقدور جمهور مهرجان آردين في كل نقطة من العالم، متابعة سهراتنا بأدق تفاصيلها في آن واحد، ولن ندخر جهدا في أن تصل الصورة بأبهى حلة، وفي أجمل رونق”، مضيفا أن “نسخة المهرجان الافتراضية ستكون مليئة بالمفاجآت، وسيتابع الجمهور عزفا على آلة الآردين، وغناء لوجوه فنية يترقبها الجمهور بشغف كبير، وستكون كل محطات المهرجان تنقل بشكل مباشر عبر قناة شنقيط الفضائية، وعبر صفحة المهرجان على موقع الفيس بوك”.

يذكر أن آلة “آردين” هي “آلة موسيقية خاصّة بالفنانات الموريتانيات وقد ظلت صوتا لهموم الشعب الموريتاني، وذاكرة للحرب والسلام، تحمل مشاعر السعادة والحزن والانتصار والانكسار”.

وتُعَدّ الموسيقى الموريتانية المعروفة محليا بـ “الهول”، مزيجاً من الموسيقى الإفريقية والعربية والأندلسية والصنهاجية والإسلامية، متداخل بعضها مع بعض على مرّ التاريخ في هذه البلاد لتشكِّل هُويّتها الخاصة”.

وتُعتبر آردين الآلة الموسيقية الأغنى، ويشكّل عزفها تحدّياً كبيراً، فهي بحاجة إلى الخبرة الكافية لاستخدامها واستنطاق جميع أوتارها الطربية العذبة، وتتكون هذه الآلة من قدح كبير يُصنع من الخشب، وتركَّب به عصاً طويلة أفقية، ويُقسَم القدح إلى نصفين، ثم تُشَدّ الأوتار بين العود والقدح عن طريق مفاتيح تُرَكَّب بالعمود لضبط الصوت والتنقل بين المقامات، ويغطَّى القدح الدائري بالجلد ليُستخدم كطبل، فتغني الفنانة وتعزف الأوتار وتضرب الدف في نفس الوقت”.

وتُصنَع آلة آردين محلِّيّاً على يد الصناع التقليديين الموريتانيين وكانت أوتارها قديماً تؤخذ من ذيل الخيل قبل اكتشاف ووصول الأوتار الموسيقية المعروفة اليوم”.

وتقديراً لهذه الآلة الموسيقية الضاربة في عمق التاريخ والأصالة الموريتانية، أطلق بعض الفنانات والنشطاء مهرجاناً سنويّاً خاصّاً بهذه الآلة، يستمرّ عدة أيام وسط عزفها والإبداع في استخدامها.

ويقول القائمون على هذا المهرجان السنوي الموسيقي إنهم “يسعون للتعريف بآلة آردين ونفض الغبار عنها، وإعطائها المكانة اللائقة بها، باعتبارها آلة لها تاريخها في الثقافة الموسيقية الموريتانية”.