تونس تودع رموز المنظومة القديمة التي حكمتها ستة عقود من الزمن في2020

ثلاثاء, 29/12/2020 - 21:49

تونس وكالات : شهد العام الحالي رحيل عدد كبير من رموز المنظومة القديمة التي حكمت تونس لنحو 6 عقود خلال عهدي الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي.

 

ومن أبرز الراحلين محمد قديش وهو طبيب قلب تونسي بارز، وكان مستشارا للرئيس الراحل زين العابدين بن علي وطبيبه الخاص، كما تولى عددا من المناصب الأخرى على غرار مدير الصحة العسكرية ورئيس اللجنة الوطنية الأولمبية التونسية والرئيس الشرفي للجمعية التونسية لأمراض وجراحة القلب والأوعية الدموية وغيرها.

 

ومن بين الراحلين أيضا الهادي البكوّش الذي شغل مناصب عدة خلال حكم الحبيب بورقيبة، كما شغل منصب رئيس الوزراء خلال حكم بن علي، وتم تعيينه لاحقا كعضو في مجلس المستشارين.

 

وكان البكوش من أبرز قيادات الحزب الحر الدستوري الجديد الذي أسسه بورقيبة عام 1934، ممّا تسبب في اعتقاله من قبل سلطات الاستعمار الفرنسي، كما أشرف في فترة الستينيات على تطبيق تجربة التعاضد (تعتمد النموذج الاشتراكي) التي كان يقودها أحمد بن صالح، قبل أن يقوم بورقيبة بإنهاء التجربة وإقالته ثم محاكمته صحبة بن صالح وعدد من المشاركين بهذه التجربة التي أثبتت فشلها.

 

وخلف البكوش، الطبيب والسياسي الراحل حامد القروي، والذي كان واحدا من أبرز قادة حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الذي هيمن على الحياة السياسية طيلة فترة حكم بن علي والتي استمرت لحوالي ربع قرن.

 

شغل القروي مناصب عدة خلال فترة حكم بورقيبة، قبل أن يصبح رئيسا للوزراء خلال عهد بن علي، واستمر في هذا المنصب لعشر سنوات، وبعد مغادرته لمنصبه حافظ على موقعه كثاني شخصية في الحزب الحاكم بعد بن علي.

 

وبعد الثورة التونسية في 2011، كان حامد القروي من بين عشرة مسؤولين لحزب التجمع الذين رفعت ضدهم قضية بتهم اختلاس المال العام وسوء استخدام السلطة من قبل 25 محاميا تونسيا.

 

كما شهد العام الحالي رحيل السياسي والنقابي البارز أحمد بن صالح الملقب بـ”مهندس التعاضديات”، وهو مؤسسات تعاونية تعتمد النموذج الاشتراكي، حيث تشرف عليها الدولة وتوزع أرباحها على المساهمين.

 

وانتخب بن صالح كعضو في البرلمان التونسي لأربع دورات متتالية بين عامي 1956 و1974، قبل أن يدخل الحكومة وزيرا للصحة ومن ثم أُسندت إليه جميع الوزارات الاقتصادية معا، وهو ما مكنه من أن يعطي منحى اشتراكيا للاقتصاد وإطلاق تجربة التعاضد في قطاعي الفلاحة والتجارة.

 

ولكن أمام تدهور المستوى المعيشي وتذمر الاقتصاديين من تجربة التعاضد التي أثبتت فشلها، عزله بورقيبة وتمت محاكمته بتهمة “الخيانة العظمى”، حيث صدر ضده حكم بعشر سنوات سجن مع الأشغال الشاقة عام 1970، لكنه تمكن بعد ثلاث سنوات من الهرب إلى الجزائر ومن ثم إلى أوروبا، قبل أن يعود للبلاد بعد الإطاحة ببورقيبة، ليغادر تونس لاحقا بعد رفض نظام بن علي الترخيص لحزبه القومي “الوحدة الشعبية”، لكنه عاد عام 2000 إلى تونس واستقر فيها حتى وفاته.  

 

ويُعتبر الشاذلي القليبي من أبرز الراحلين عام 2020، وخاصة أنه الأمين العام الوحيد للجامعة العربية من خارج مصر، حيث شغل هذا المنصب عندما تم نقل مقر الجامعة إلى تونس عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين أنور السادات ومناحيم بيغن.

 

وشهدت فترة وجوده على رأس الجامعة العربية، أحداثا كثيرة أبرزها تكوين لجان لتنقية الأجواء العربية، ودعم التعاون العربي الأفريقي، وإدانة الإرهاب الدولي وفي مقدمته الإرهاب اليهودي داخل الأراضي العربية المحتلة وخارجها، والسعي لتحقيق الأمن القومي العربي، والمؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، والمقاطعة العربية لإسرائيل، ودعم الانتفاضة الفلسطينية، والترحيب بقيام الجمهورية اليمنية، والهجرة اليهودية إلى فلسطين وخطرها على الأمن القومي العربي.

 

ويحسب للقليبي مواقفه العربية والقومية البارزة والتي دفعته للاستقالة من منصبه، الذي شغله بين عامي 1979 و1990، خلال الحشد الأمريكي على العراق 1990 – 1991 لاعتراضه على حرب الخليج الثانية.

 

كما شهد العام الحالي رحيل شخصيات سياسية بارزة أخرى كعبد الرزاق الرصّاع الذي شغل عددا من المناصب الوزارية خلال حكم بورقيبة، وعلي الشاوش الذي شغل مناصب وزارية عدة خلال حكم بن علي.