المعارضة اليوم جريمة و الموالاة جريمة / سيدي علي بلعمش

سبت, 26/06/2021 - 16:34

تخوض موريتانيا اليوم معركة بقائها المقدسة بما تبقى من لحمتها الممزقة  و وسائلها المهدورة ، ضد رباط شؤم عزيز ، ضد الجهل و التخلف ، ضد  إيرا ،  ضد كارتلات المخدرات ، ضد افلام ،  ضد كورونا  : لا يحق لأي وطني اليوم معارضا كان أو مواليا  أن يكون فيها حياديا مهما كان تعقيد الخيارات الماثلة أمامه:  

- هناك اليوم مجموعات دمرت هذا البلد بأقل قدر من إحساس ، تحتمي في فوضى لا تريد لها أن تنتهي ..

- هناك جماعات تلعب دور الكومبارس و بكل شروطه أي أن تدفع لها مقابل دورها المؤله لكل منتصر ، كلهم يبيع الوطن بقطعة خبز..

- و هناك جماعة أدركت الآن على الأقل (حتى لا  أبرئ مدانا و لا أدين بريئا)  ، أنها قصرت في حق هذا الوطن و أن عليها أن تقضي هذا الدين ، يوحدها  اليوم الخوف و الواجب و الوازع الديني و الأخلاقي و ترفع الآن  لافتة "أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي"..

هذه هي الخيارات الثلاثة المفتوحة اليوم أمام أي موريتاني و ليس من بيننا من لا يتربع في هذه اللحظة على عرش خياره في إحدى هذه المجموعات : انتهى زمن المعارضة و المولاة : نحن الآن أمام لحظة "أن نكون أو لا نكون"، فاخرجوا من فضاء هذه التسميات المريضة و التصنيفات المتخلفة : آن لبلدنا أن يقلع .. آن لشعبنا  أن ينهض.
 
و أهم ما جاءت به هذه المرحلة هو كشفها لمواقع الجميع و مواقف الحميع و حقيقة الجميع؛ و لم تحدث هذه المكاشفة صدفة  و إنما كانت نتيجة مستحقة لعمل جبار  ساهم فيه الكثيرون على امتداد عقود بالكتابات و المظاهرات و المؤتمرات و الانتقادات و كل وسائل الوعي و الاستدراك و التذكير و التحذير.

علينا اليوم أن نواجه كل هذه العصابات المدمرة و المافيات المتغطرسة بكل حزم و صرامة لنخرج بلدنا  الطيب من هذا المستنقع العفن بعد ما تأكد الجميع أن التعايش معها كان أكبر خطإ  ارتكبناه في حق بلدنا و شعبنا