قارب اتحادية الصيد (قسم الجنوب) وشركائها الاتراك البداية والطموح

أربعاء, 01/09/2021 - 21:07

آثار الترخيص الذى منحته وزارة الصيد لقارب مسير من طرف اتحادية الصيد - قسم الجنوب بالتعاون مع شركاء اتراك زوبعة كبيرة رافقتها موجة من التشكيك والتثبيط ركبتها جهات عديدة تارة تزعم ان القارب سيصطاد فى منطقة مخصصة أصلا لتكاثر الأسماك ومغلقة أمام قوارب الصيد وتارة تتحدث عن صفقات هنا أو هناك 

ولكن الوزارة كانت تعرف جيدا عملها وتفدر الموقف وتحسب خطواتها بدقة ولذلك لم تتوقف لسماع تلك الإشاعات أو الرد عليها 

إن الهدف كان واضحا ومحددا لامزايدة فيه وهو تمكين اتحادية الصيد من إعادة تزويد اسواق العاصمة بالأسماك وإنقاذ القطاع الذى شهد انتكاسة على مستوى العاصمة نجم عنها إغلاق عشرات المصانع والقذف بالالاف من عمالها إلى البطالة والبؤس مايعنى أيضا تجويع الاف العائلات التى كانت مرتبطة بانشطة الصيد لتامين لقمة عيشها 

والوزارة استجابت لطلب الاتحادية بعد دراسة ميدانية لخطوة الترخيص للقارب المذكور 

ثمة عوامل تشابكت لإضعاف تموين العاصمة بالاسماك منها الجائحة الحالية( كورونا) التى ضربت كل القطاعات الاقتصادية محليا وعالميا ومنها تحديدا أنه فى هذه الفترة يتجه السمك شمالا فيهاجر الصيادون بحثا عنه فتشهد المناطق الجنوبية ندرة فى الاسماك وركودا يلقى بظلاله على كل انشطة الصيد البحري 

جاءت خطوة الترخيص للقارب محاولة جادة لتنشيط القطاع وإعادة الحياة له اسواقا ومصانع ويدا عاملة وبعد التشاور مع الفاعلين المحليين وبعض الشركاء الأجانب 

قبل أيام انطلق القارب للصيد فى المنطقة المحددة له قبالة العاصمة وجاءت شحنته الأولى فى حدود 60.طنا وهو رقم جاء دون التوقعات التى كانت فى حدود 150.طنا على الأقل 

ومع أن الشحنة كانت دون مستوى الطموح بل نظر إليها بعض الفاعلين باعتبارها مجرد ( ارواية برغود) وكادت أن تتساوى (فرحتها) لدى (المواطنين)  الذين يعنى لهم الترخيص للقارب طموحا طالما تمنوا تحقيقه  مع ( خلعتها) التى مردها إلى محدودية الشحنة مقارنة بمتطلبات السوق  إلا أن استبشار صغار الموزعين والباعة على الشاطئ بها كان لافتا حيث أعادت إليهم املأ يبدو أن واقع القطاع فى الأشهر الماضية كاد ان يغلق ابوابه امامهم

حتى ان سعر (السردين) قبل العملية ( السيوة)  كان يتراوح بين  12000 اوقيةً ( قديمة ) و 20000 اوقية (قديمة)

بمعنى أنه  قبل العملية( 3 حبات  سردين)  في اسواق انواكشوط كان سعرها فى حدود 750 اوقية( قديمة)

اما بعد العملية وعند إفراغ القارب التابع  للاتحادية وشركائها  الاتراك فقد تقلص سعر( 3 حبات من السردين) ليصل أخفض مستوى له فى العاصمة منذ سنة تقريبا ليستقر عند  100 اوقية.( قديمة)

وهنا يتبادر السؤال 

ماذا لوكانت الشحنة فى حدود 150 طنا؟

والجواب واضح مختصر وهو أن زيادة الشحنة تعنى زيادة تموين السوق وذلك يعنى مواءمة العرض مع الطلب ويؤدى كل ذلك لانخفاض أسعار السمك وانتعاش اسواقه ومصانعه وانشطته فى المنطقة الجنوبية 

ومهما يكن من أمر فإن الترخيص للقارب كان خطوة برهنت على جدية الوزارة ومرونتها فى التعامل مع فاعلى قطاع الصيد للمحليين وشركائهم 

ويحسب لاتحادية الصيد تقدمها بهذه الفكرة وحرصها على تنفيذها فنتائجها الأولية رغم انها دون التوقعات إلا أنها اثبتت جدوائية الخطوة وجدية السلطات العمومية وجاهزية المستثمرين الوطنيين فى قطاع الصيد لأن يكونوا رأس حربة لوضع قطاع الصيد كله فى خدمة الوطن والمواطن بالتعاون مع شركاء يحترمون الخيارات الوطنية 

 

أعلاتى ولد محمد الناجم