بينما كان النقيب أحمد سالم ولد كعباش، في محطة سفر بري يحاول مغادر كوناكري ،عاصمة غينيا،متجها إلى مالي ومنها إلى بوركينا فاسو،إذا برجلين يتجهان نحوه وأقترب أحدهما منه،وقال له تعال نريدك في حاجة.
تأكد ولد كعباش أنه وقع وسيلقى القبض عليه وتجمد الدم في عروقه،وتوقفت حبات السبحة التي كانت في يده.
وقف مستجيبا لدعوة الرجل وسار خلفه خطوات حتى وصلا إلى رجل آخر يبدو من هيئته أنه مسؤول سامي فقاله مرافقه الوزير يريدك في حاجة...
تأكد أحمد سالم أن الأمر انتهى قبل أن يقترب منه الوزير ويقول له،إسمع اليوم عندنا تعديل وزاري وأريدك أن تعمل لي عملا أبقى في الحكومة. استعاد ولد كعباش أنفاسه قائلا لا يمكنني أن أفعل ذلك فأنا مسافر الآن.
رد الوزير أنت لن تسافر قبل أن نحتفل معا،وسلمه مائتي ألف فرنك غرب إفريقي وأنصرف.
بقي ولد كعباش جالسا في المحطة محتارا ،بين الخوف والطمع حتى أشرفت الشمس على المغيب، إذا بالوزير وحاشيته متجهين إليه مسرعي الخطى،فتوجس منهم خيفة إلا أن الوزير ضمه إليه بحرارة قائلا لا بد أن تذهب معي للبيت لنحتفل بتأكيدي في الحكومة.
لم يقاوم أحمد سالم،وعند وصولهم للبيت استقبل استقبال الأبطال وأنزل أحسن منزل.
أمضى عدة أيام هناك يتنافس أهل البيت في خدمته،ثم سلم له الوزير مبلغ خمسمائة ألف فرنك غرب إفريقي ووضعه في سيارة نقلته إلى مدينة كانكان الحدودية