فوجئ الفضاء الصحفي بالنتائج المريبة للجنة صندوق دعم الصحافة لسنة 2016 والتي تميزت عن غيرها من اللجان السابقة، بأنها لم تنشر نتائج عملها.. حتى يشفع لها ذلك ويضعها في خانة الاجتهاد الخطأ، ويتضح للمعنيين حقيقة ما جرى بالفعل.. ليتحول الموضوع إلى جدل قد لا ينتهي وسوف لن يسمن ولن يغني من جوع سنة 2016.. لكنها فضحت نفسها بعدم نشرها لنتائج عملها.. وتلك صفة من لا يريد انكشاف أمره.. لذا فكر من فكر وقدر من قدر من بين الفاعلين في هذه اللجنة، لتكون النتائج على هذا النحو المقرف الذي طبع نتائج عملها، والذي وضع هذه اللجنة- في أحسن الأحوال- في دائرة الشبهة.
وحسب ما ذكره عضو في هذه اللجنة، فإنها لم تتفق خلال عملية الفرز على معيار المهنية ولا الالتزام بميثاق الشرفي المهني.. وإنما قال إنهم اتفقوا فقط على معيار"ألكسا"، الذي كان من أبرز قرارات ومطالب ملتقى الصحافة، المنظم في يوليو الماضي(2016) المجمع على إلغائه وعدم الأخذ به كمعيار لتصنيف الصحافة.. وذلك لعدة أساب، منها أنه ليس معيارا دقيقا، فهذا الموقع الأمريكي مستعد لأن يضع أيا كان في الصدارة- حسب المبلغ الذي يتوصل به، كما أنه غير دقيق في تتبع تصفح المواقع.. ثم إن الأخذ به هو تكريس للتفاهة و"اتبشمركي"، وإلغاء عملي لميثاق الشرف الصحفي....
فحصيلة عمل لجنة صندوق دعم الصحافة لهذه السنة، هي من السوء والميوعة بشكل لا يمكن السكوت عليه، ذلك أن قبولها، يمثل قضاء على المهنية والمعيارية والشفافية وعلى الإنصاف.. لذا فإن عملها، يستحق الإدانة والتنديد والشجب.. وكل صنوف الرفض الممكنة.. حتى لا تمر فعلتها دون شجب.. ويفهم أنها أنجزت ما يمكن السكوت عليه أو القبول به.
فقد ظلمت هذه اللجنة نفسها وظلمت المهنة الصحفية وأخلت برسالة "الهابا" وتنكرت للمبدأ الذي من أجله خصص هذا الدعم.
إنها مرفوضة بالنسبة لنا بقدر فعالها وسوء النتائج والمسلكيات التي طبعت حصيلة عملها هذه السنة.
النهار