قبل ثلاثين عاما ،وفي 15 أكتوبر 1987 بالتخديد اقتيل زعيم الثورة البوركينابيةبعد ذلك بسنتين،نشر المحرر بمجلة جون آفريك والصديق الحميم للرئيس سنن اندرياحيرادو، كتابا تحت عنوان "كان إسمه سانكارا"،روى فيه آخر يوم من حياة رئيس أفاسو:
عندما استيقظت ماريما،كان سانكارا الذي التحق بها في غرفة لا يزال يغط في النوم،خرجت من غرفة النوم على رؤوس أصابع قدميها،كانت جاهزة للذهاب لعمليها ،حيث عليها أن تكون هناك الساعة الثالثة ظهرا.أما سانكارا فكان عليه أن ينام ساعة أخرى.القيلولة هي اللحظة الوحيدة في اليوم ،التي يستريح فيها طائر الليل هذا.إنها استراحة غاية في الأهمية خاصة في هذا الخميس 15 أكتوبر1987 ،الذي ينذر بأن مساءه وليله سيكونان طويلين.
الساعة الرابعة بعد الظهر،لديه اجتماع دوانه،الذي سيناقش تقرير أحد مستشاريه ،حول المفاوضات التي أجرى في كوتونو مع مسؤولي الحزب الثوري البنيني والوثائق التي جمع حول "المدونة البنينية حول سلوك الثورة"،ومشروع اصدار صحيفة باسم المجلس الوطني للثورة.
في حدود الساعة الثالثة وخمسين دقيقة بعد الظهر اتصلت ماريام سانكارا هاتفيا،رد عيلها ابنها الأكبر فيليب،7سنوات "بابا في الحمام".
أعادت الاتصال بعد عشر دقائق.كان الرئيس في زي الرياضة،قميص أبيض وسروال أحمر ويستعد للخروج،رد عليها "سأذهب أولا إلى اجتماع مجلس التفاهم الساعة الرابعة،بعد ذلك سأذهب إلى الرياضة الجماهيرية الساعة الخامسة،بعد ذلك سأعود بالتأكيد للبيت للإستحمام،ولكن وقتها لن تكوني عدت للبيت،لن أراك إلا بعد اجتماع الثامنة ،سنتحدث الليلة".
في ذلك الأثناء بدأ أعضاء الديوان الخاص بالتوافد في إحدى فلل مجلس التفاهم،التي تستخدم كمقر للمجلس الوطني للثورة.مر آليونا اتروري وبولين بابو باموني بمكاتب الرئاسة المقابلة،الآخرون،بونافانتير كومباوري،فردريك كيمدي وباتريس زاكري فقد جاءوا مباشرة للمجلس،أما اكريستوف سابا بوصفه الأمين العام للمجلس الوطني للثورة ،فكان موجودا منذ الصباح.
الساعة الرابعة وعشرين دقيقة،اتصل مساعد مدير الاعلام بالرئاسة،تيوفيل باليما بالرئيس:"الرفيق الرئيس ،نحن هنا جميعا لقد تأخر الوقت لم نعد ننتظر إلا قدومكم"،رد سانكارا طأنا قادم الآن".
استقل سيارة بيجو 205سوداء،جلس في المقعد جنب السائق :"أحب رؤية الطريق،في الخلف لا أرى شيئا".
في الخلف جلس حرسيان،تبعتهم سيارة يستقلها مرافقون عسكريون وسائق عسكري هو الآخر.كلهم كانوا في زي رياضي،فاليوم يوم الخميس حيث يمارس جميع البوركينابيون الرياضة الجماهيرية بالاضافة إلى يوم الاثنين ابتداء من الساعة الخامسة.لذلك لم يكن الرئيس وحراسه مسلحين إلا بمسدسات أوتوماتيكية.
في مجلس التفاهمنكل أعضاء الديوان الخاص بالزي الرياضي كذلك بإستثناء باتريس زاكري.في الساعة الرابعة والنصف وصل الرئيس.نزل من سيارة 205 وتبعه أربعة من حراسه،توزعوا في ممرات قاعة الاجتماع.أما اسائقين فقد أوقفوا السيارات في ظل مجاور واحتموا من الشمس بظل الأشجار الكبيرة المحاذية للحديقة.
الساعة الرابعة وخمس وثلاثين دقيقة أخذ الرئيس مكانه على طاولة الاجتماعات.عن يمينه جلس المساعد كريستوف سابا ،بول باموني وافردريك كيمدي،وعن يساره باتريس زاكري ،بون آفانتير كومباوري وعاليونا اتراوري.
كان الرئيس متأخرا لكنه كان متسرعا "لنسرع ونبدأ".
بدأ عليونا الذي كان في مهمة اتصال في كوتونو عرض تقريرهن"لقد غادرت أول أمس واغا عند الساعة السادسة مساء...""،وتوقف فجأة،لقد خطى صوت سيارة بدون عادم على صوته، قال سانكرا مستغربا "ما هذا الصوت؟" وتبعه سابا ما هذا؟"،تضاعفت قوة صوت السيارة- "سيارة بيجو أو تويوتا مغطات" قال الشاهد الوحيد الناجي – وتوقفت السيارة أمام بوابة الفيلا ومباشرة غلب صوت وابل كلاشنكوف على صوت محركها .
انبطح الرجال السبعة المجتمعين على الأرض واحتموا بالمقاعد.وحده من بينهم كان سانكارا مسلجا بمسدس،لأن حراسه بقوا بالخارج.أخذ سانكارا مستدسه الذي كان قد وضعه على الطاولة بالقرب منه.في الخارج كان صوت ينادي "اخرجوا ،اخرجوا ".نهض توماس سانكارا وأمر مستشاريه " إهدؤوا،إهدؤوا" وغادر القاعة رافعا يدبه.
وما كاد يصل باب الفلا حتى تعرض لوابل من الرصاص أطلقه الين جاؤوا لقلته.
سقط توماس سانكارا ميتا وكان أثر رصاصتين بارزا على جبينه......
ترجمة الإخباري