ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭ ﺻﻨﺎﻉ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺳﻼﻟﻢ ﻳﺮﺗﻘﻮﻧﻬﺎ ﻟﺠﻠﺪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﻣﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﺑﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻭ ﻣﻦ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺗﻨﻘﺬ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻭ ﺗﺤﻞ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺃﻥ ﺃﻱ ﻧﻘﺪ ﻣﻮﺟﻪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻪ ﻟﺸﺨﺺ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ، ﻟﺬﻟﻚ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻤﺎﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﺭﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺑﻬﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ ﺭﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ، ﻭ ﻫﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ ﺗﺴﻴﻴﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻭﺃﺣﺰﺍﺏ ﻻ ﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺣﻞ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ، ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭ ﻏﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻭ ﺩﻧﺎﺀﺓ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻷﻋﻼﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻵﺧﺮ ، ﻓﺮﺟﺎﺀ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﺧﺘﻼﻓﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ، ﻓﻬﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﻭ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﻭﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺎﻻ ﻻﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ، ﻓﻟﻴﺒﺤﺚ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻦ ﺣﻠﻮﻝ ﻭ ﻟﻴﻘﻒ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎ ﺃﻭ ﻫﻨﺎﻙ ، ﻓﻼ ﻧﺎﻗﺔ ﻭﻻ ﺟﻤﻞ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻘﺮﺍﺗﻪ ﺗﺠﻮﺩ ﺑﺄﺭﻭﺍﺣﻬﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﻺ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻨﺸﻐﻞ ﺳﻴﺎﺳﻴﻮﻩ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﻛﻼﻣﻴﺔ ﻻ ﺗﺴﻌﻒ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺑﺸﻱﺀ ﻏﻴﺮ ﻃﻤﺄﻧﺘﻪ ﻭﺇﺷﻌﺎﺭﻩ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﻣﻨﺴﻴﺔ ، ﻏﻴﺮ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﺇﺑﺎﻥ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ .