تشهد بلادنا هذه الأيام ظرفا استثنائيا؛ لما هي مقبلة عليه من تغييرات
دستورية تترتب عليها تحولات سياسية تؤسس لجمهورية ثالثة بالنسبة
للمناصرين لهذه التغييرات والتحولات وتشكل حسب المعارضين لها تغييرات
عبثية وانشغال بالنوافل دون الفروض.
وترجل الفارس الشهم عن صهوة الصحافة والدبلوماسية، ليترك فينا ذكراه التى تختزل كل معانى الإباء والقناعة والعزة والكرامة والكرم والإيثار ليضعنا أمام امتحان الصبر والإيمان بقضاء الله وقدره.
اتحدث هنا عن إيقونة الصحافة وعميد الإذاعيين الفقيد محمدن ولد احمد سالم الذي رحل بصمت وهدوء بحر هذا الاسبوع .
لقد عرفته وسمعت عنه وسمعت منه وسافرت معه ..
كنت قد كتبت مقالا بعنوان "من إمارة الشعر إلى شعر الإمارة" عتابا لأخى وصديقى الشاعر الفحل محمد ولد الطالب لأنه سرعان ما قاد حرفه العربي الجميل إلى قصور الرؤساء العرب فكان أن مدح الراحل معمر القذافى وارتمى فى أحضان السياسة ومنحها عذرية قصائده الجميلة اليوم أصبح محمد ولد الطالب شاعر القصر والقبيلة وأكثر من ذلك يتفاخر ربما لأول مرة فى تاريخ الشعراء العرب بأنه "شاعر البلاط " الشعر لم يخلق للقصور والأمراء الشعر خلق ليبكى ويلطم الخدود ويشق الجيوب بين دروب
عندما قرر النظام الحالي تطبيق مخرجات الحوار الذي شارك فيه إلى جانب أحزاب الموالاة طيف كبير من أحزاب المعارضة؛ وإن كانت أحزاب المعارضة لم تشارك بشكل كامل؛ و تخلف منها جزء كبير وصف أو يوصف بالمعارضة
لقد دخلت موريتانيا مرحلة جديدة من أزمتها هي مرحلة الانفجار بعد أن طفح كيل الظلم و القهر و التجويع و الاحتقار من جهة و التبجح و البطر و التبذير و اللا مبالاة من أخرى..
لا أحد يستطيع اليوم تجاهل أو نكران ما تعيشه الناس من مآسي، أفرادا و جماعات و مناطق و جهات، تجارا و موظفين و مزارعين و منمين، ناهيك عن المحاصرين و العاطلين عن العمل و المهمشين و المنسيين و الأشقياء بموريتانيتهم..
قال ولد عبد العزيز و مهما فعل و مهما تظاهر بتجاهل الواقع ، ستظل الحقيقة التي لا تخفى على أي عاقل، أن الضربة التي وجهها له مجلس الشيوخ ، تفوق قدرته على الفهم و تفوق قدرته على التحمل و تفوق قدرته على تدارك و معالجة تداعياتها..
و كل المؤشرات تؤكد الآن أن ولد عبد العزيز سيظل من خطأ إلى آخر حتى نهايته التي لا يلوح أي مؤشر في الأفق المقروء بأنها يمكن بأي حال أن تستمر حتى نهاية مأموريته المزعومة ، سنة 2019
رغم قراءتي لكل ما يكتب عن البلد من مقالات و تدوينات و تغريدات و بحوث، إلا أنني لم أقرأ قط للكنتي و أمثاله ؛ فماذا يمكن أن تستفيد من كتابة منافق يقتات من بيع ضميره و قلمه ، يكيل المدائح السخيفة لوغد جاهل يستطيبها بسذاجة من تفترسه عقدة الدونية و يعذبه الشعور بالإثم؟