لن أتكلم هنا عن توشيحات 28 نوفمبر المدنية و العسكرية لأنها بلا معنى و لا قيمة، تماما مثل أسبابها الخالية من الموضوعية و من أي درجة من الاستحقاق: لقد رأينا توشيح خونة و لصوص و منافقين، لكنها أخطاء زمننا المحسوبة علينا بما فيها و فينا من علات.
مثل إعلان ترشح محمد ولد الشيخ الغزواني للرئاسة بالنسبة لعدد كبير من الأطر والكفاءات الوطنية بارقة أمل تلوح في نهاية النفق المعتم، فبادروا إلي دعمه منذ الوهلة الأولى، ولم يدخروا جهدا في سبيل انجاحه، حالمين بخلق قطيعة مع الممارسات السابقة ، وطامحين لإتاحة فرصة تمكنهم من خدمة وطنهم.
هذه الصورة التي ترونها امامكم لسيدة من سكان امبود اختيرت من ضمن قائمة المحتاجين هناك للإستفادة من معونة قدمها رئيس الجمهورية . ولكنها مجرد نموذج بسيط لما يعانيه الانسان في هذه المقاطعة من فقر وحرمان وفاقة .
السيدة استلمت قطعة ارضية مستصلحة من طرف الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني خلال زيارته لولاية كوركل .
إذا كان غزواني لا يدرك أن قصد ولد عبد العزيز من استبدال العلم الوطني و النشيد الوطني و العملة الوطنية (...) هو صنع وطن له من موريتانيا ، لا ماضي له قبله و لم يساهم أحد قبله في بناء أي طوبة منه، فهو قاصر الفهم و الحضور و إذا كان يدركها و يرفض استعادة رموز سيادة البلد فهو متواطئ بنفس درجة وقاحة ولد عبد العزيز .
الشيء البديهي أن هناك حربا تجري اليوم غير بعيد عن الشريط المحاذي للحدود الشمالية لموريتانيا. ولعل من شاهد ما جرى مؤخرا، في الكركرات، سيقتنع حتما بذلك، لكن تلك المنطقة ليست في واقع الأمر سوى جزء بسيط، أو لنقل إنها ركن محدود من مسرح واسع، يمتد إلى عواصم أوروبا وروسيا وأمريكا، ليصل إلى أقاصي القارة اللاتينية، وأدغال القارة الافريقية، حيث تدور معظم فصول النزال الصحراوي.
هل يعتقد قادة موريتانيا حقا، أن ما نعيشه اليوم من فوضى و ظلم و تخلف، قابل للاستمرار؟
هل يعتقدون حقا، أن هذا الشعب الصامد على مضض، سيظل يقبل بتفاقم هذا الغبن الفاحش؟
هل يعتقدون حقا ، أن جنرالا آخر سيستبدل أنواطه و نياشينه غير المستحقة، بربطة عنق فخامة رئيس الجمهورية القادم؟
هل يعتقدون حقا، أن مواضيع فشلهم ستظل عناوين افتتاحيات خوارق الزمن الكاذبة؟
كل المؤشرات الصارخة تؤكد اليوم أن كل المعارك القادمة ستكسبها الشعوب..
امتازت سنة 1968 بأحداث فظيعة. وفي مدينة أزويرات بالذات، أطلق الدرك النار على المتظاهرين المُضربين من عمال شركة "ميفرما" الفرنسية، حيث سقط ضحايا بالعشرات. إعترف النظام بثلاثين من القتلى، ولكن الحقيقة ظلت غير معروفة.
اذا لا قدر الله حصلت مواجهات بين البوليساريو والجيش الملكي المغربي.. فمن واجبنا السعي قدر الامكان على ان لا تكون اراضينا قاعدة للاختباء.. او منطلقا للهجوم .
موقف الحياد يعني ان لا تكون ارضنا ساحة معركة لا فاكهة لنا فيها ولا خضروات.
من الواجب الانساني البحت ان نضمد الجريح..وان ندفن القتيل.
ليس من حق احد مهما كانت قرابته.. ان يدخلنا في حرب لم نتوافق معه عليها...!